الاثنين، يونيو 6

حكاياتى معهم..2

حـالـة حـلـوة 


بدأت حكايتهما وأنا فى الربيع السادس من عمرى على ما اذكر..

كان لها وجها كالقمر ووجنتين حمراوتين وضحكة لها صوتا ورسما يضيئان الدنيا.
برغم كونها خالتى وتسبقنى عمرا بعشرة أعوام على الأقل إلا أنى اذكر لها هى وخالتى الصغرى صداقة قوية تجمعنى بهما واهتمام شديد بتفاصيلى فى طفولتى بدءا بملابسى، تسريحات شعرى ،غذائى وانتهاءا بنومى،

كانت خالتى هذه تتسم بالجمال الخلاب، خطابها كثر كما يقولون فى كلام العامة، يتمناها الكثيرون ولكنها من بينهم جميعا اختارت أحد أفراد عائلتنا وكان ابن عمتها،


لم تفصح عن سببا واحدا يجعلها من بين كل من يتقدمون لخطبتها تتمسك وبشدة بابن عمتها هذا الذى يتحرك على كرسى متحرك ولا يمتلك أى من قدمين فقدهما فى حادثة قطار!!

اذكر وقتها ان تمسكها به ادهشنى ولم أكن امتلك نضوجا كافيا يجعلنى أعلن رأيى فى أنها غريبة الأطوار وأن عنادها سيودى بحياتها فى رحاب رجل غير قادر على إسعادها ولا يمكن الاعتماد عليه لكونه لا يمكنه الاعتماد على نفسه أولا.

الجميع كان معارضا وبخاصة جدى -والدها- ولكن أمام اصرارها اضطر للموافقة على مضد، ولن انسى انه إلى يوم زفافها كان جدى يعرض عليها إعادة التفكير فى اتمام الزواج وهى وبإصرار شديد تقول أنه قرارها وهى وحدها من ستتحمل نتائجه.

تمر الأيام وخالتى لم تشكو حالها أبدا بل وعكس كل المتزوجات لم تفارق ابتسامتها وجهها أبدا ما رأيتها،
بل وهى وحدها من بين أخواتها التى لم تأت لبيت جدى هاجرة بيت زوجها.

عندما كبرت لم يكن لهذا تفسيرا عندى إلا أن خالتى تمتلك رومانسية مفرطة  لسيت عقلانيه إلا انى احترمتها بشدة لا أعلم لماذا !!

ولكن يبدو أن لها حسابات أخرى لم يدركها عقلى وإن ادرك قلبى نصفها،


بينت هى حساباتها لى فى حديث خاص،

قالت إن كان ابن عمتى معيبا فى منظورهم هم فأنا أولى بعيبه من غيرى إلا إنى لا أجده معيبا فهو لى ما لا يمكن أن اجده فى غيره،

يكفينى أن جسده لا يعرف الراحه فى تعبى،
وأن عينه لا ترى من نساء العالم غيرى،

وأنه لا يفعل إلا ما يسعدنى،

لم يستوعب عقلى أن ما اسمعه حقا مايحدث فالرجال لا يمتلكون مثل هذه المثالية تجاه زوجاتهم،
ولكنى ادركتها بحق حين كنت فى زيارتهم لمرض خالتى منذ أيام،

وفى مزحاتنا سويا  قلت له "أنا مستعدة ادورلك على عروسة ياخالو بدال خالتو اللى صحتها تعبت دى"
وكان رده"بس أنا مش مستعد أنا لو لفيت الدنيا مالقاش ست تساوى ضفرها عندى" :)

حينها وفقط ادركت كم كانت حسابات خالتى أصدق منا جميعا.
وأنهما ليسا زوجة وزوجة ولكنهما"حـالة حلــوة"
:)

الخميس، يونيو 2

حكاياتى معهم..1



              "انـسـانـه"


نادرا ما أقابل من يمكن أن اطلق عليه لقب "إنسان".


منذ عشر سنوات مضت باع أحد جيراننا بيته،

اذكر وقتها حزنى الشديد لأن جدتى المسنة والدة صاحب البيت ستنتقل عن جيرتنا،

كم كانت حنون تلك المرأه تمتلك من الطيبة ما يكفى لشفاء قلوب ملايين البشر,كانت ابتسامتها لى ودعائها بالنجاح أجمل ما يمكن أن اصدافه بحياتى،


وقتما انتقلت اعتقدت أنى لن أجد بعدها هى وجدتى لأمى كل طاقات الحنان هذه فأنا اعتبرها الثانية التى صادفتها بحياتى تستحق منى لقب انسانة بعد جدتى لأمى.

ولم تشأ الأقدار أن تحرمنى أنس هذا البيت فالله اكرم من أن ينتزع نعمه على انسان دون ارسال مايعيضه عنها.

كان لجيراننا الجدد ابنه وحيده وكانت أحد تلميذات أمى ,كانت تكبرنى بعامين وكان ولائها لأمى يفوق الخيال،

كانت تتردد على بيتنا كثيرا،ومره ف مرات صرنا نتحدث كتيرا فأكثر وأكثر حتى صرنا صديقتين.

كانت بالنسبة لى أمى الثانية برغم الفارق الضئيل بينى وبينها فى العمر،

كانت تتسم بالعطاء والحنان، تمتلك قلبا قادرا على احتوائك فى أحلك لحظات عمرك وعطائها دوما دون مقابل.

برغم انها كانت تثبت دوما اختلافها عمن سبقوها ولحقوا بها إلا أن هاجس صداقاتى الفاشلة كان دوما يراودنى بأنها يوما ما ستصنع بى ماصنعه من قبلها من صديقاتى المقربات.


وتمر السنون وتثبت بجدارة أنها مهما ابتعدت او اقتربت هى من تمتلك قلب انسان بحق،

" وهنا اعترف لها بأنها من احسست بقلبها حنان أم لم تلدنى ولم تحملنى بطنها"


سافرت مشيرة مع زوجها وتركتنى وحيده إلا من بعض دقائق تحاثنى فيها للإطمئنان والسؤال ولتسمعنى صوت ولديها اللذان يملكان من قلبى موقع ولداى اللذان لم أرهما بعد.

وهى وبجداره من تستحق منى للمره الثالثه لقب "انسانه"
.
.

تركنى الله أعانى وحدة الأصدقاء إلى أن عوضنى بها بعد سنوات تجاوزت الأربع من سفر مشيرة

هى أقرب ماتكون لمشيرة فى صفاتها، تملك قلبا نظيفا لم تلوثه الدنيا ،نفسا صافيه وروحا نقية.

منذ رأيتها فى بداية عملى معها وأنا اعترف لها بأنى أحبها فى الله، طيبتها تشعرنى أحيانا بشر يتملك أعماقى.
وبرغم أنها لم تقل لى "وحشتينى " إلا مره واحدة :) إلا أنى أشعر بقربى من قلبها،
واليوم اتوجها على عرش لقب الانسانه الرابعه بحياتى واعترف لها

إنى احبك فى الله "هـــبــــه" صديقتى الصدوق

:)