الجمعة، سبتمبر 2

حكاياتى معهم..3

صديقى الحبيب




إنه حالة ليست عابرة،،

بأى حال لا يمكن أن تصنفه فردا عاديا فى طريق تخطوه خطواتك كل يوم
ولا يمكن أن تقترب منه ولا تحبه،

لعله من أطفال ال27 ربيعا وإن حق القول فهو الأقرب للملائكة منه لبنى البشر،

كلماته تحنو على روحك مجروحا وترفرف فوقها سعيدا،

ترجع برائته لكونه لم يختلط ببنى البشر ,لم يعرفهم , لم يعاملهم إلا من خلال نوافذ ضيقة فتحت على أبواب مدرسته وجامعته.

كانت أمه البطل الخفى فى مسرحية حياته،
دورها يشبه الدوبلير فى الأفلام..حاضرة غائبه،
هى من تدفع بكرسيه المتحرك إلى الجامعة ,هى من تصور ملازمه , هى من تغير ملابسه بل وهى من تصطحبه فى أى من تحركاته.

ارتبط بى ارتباطا شديدا, لعله كان الأكثر التزاما نحوى فترات ضيقى
وحده من كان يرن هاتفى برقمه قبل امتحانى وبعده ووحده من كان يرشده قلبه لأوقات ضيقى دون أن أخبره،

لم يخيب ظنى به أبدا.

كانت علاقتى به لا تعدو صديق قريب بل وصديق حبيب.


دوما ماكان يصفنى بالملائكية ودوما ماكنت احتقر نفسى كلما حادثته والومها لأنها لم تكن تشبهه بل وأبدى استيائى لأنه يعيش وسطنا،

مرارا وتكرارا أخبرته بأن مكانه ليس الأرض وإنما السماء.

ولا يتعجب أحدكم إن ابلغتكم أنه كان أبى الروحى برغم الفارق الضئيل بينى وبينه فى العمر وبالرغم من أنى لم أره بحياتى ولو لمره واحدة.

انتهى دور بطولته بحياتى فى نفس الوقت الذى قررت فيه احالته من شخصية وهمية لا أراها إلا من خلف شاشات النت إلى بطل حقيقى،

عندما قررت زيارته جائنى خبر رحيله..لا أخفيكم سرا فقد كانت هذه هى المرة الأولى التى اصاب فيها بالانهيار العصبى..
لازمت الفراش عشرة أيام تقريبا فى حالة يرثى لها وأنا لا أدرك أنه تركتنى ورحل ولا استطيع استيعاب أن الدنيا فرغت ممن تحنو قلوبهم وأنها تأبى إلا أن تسلبنى كل من يتعلق بهم قلبى :(

هذه هى دنيانا للأسف ...
لا تعطى .. 

لا أنكر أنى مازلت أحبه كما لو كان بحياتى حيا حتى الآن.

قرابة ثلاث سنوات مضت على رحيله .. ثلاث سنوات عملتنى كيف لى ألا أضع روحى كاملة فى يد أحد فعادة ما يخذلنى الأحياء،والمخلصون يختارهم الله فى سمائه

رحمك ربى الرحيم صديقى الحبيب وأسكنك فسيح جناته


على الهامش..

صورة البوست هى أقرب الصور لقلبه