الاثنين، يوليو 5

عليك بــــك!


      

من أغرب وأطرف عادات المصريين هى السب واللعن فى مصر والحكومه والظروف والأحوال.
والطامةالكبرى أن جميعنا كمصريين "فهلوية" -كما يخبرنى دائما مديرى العزيز- نجيد تعليق أخطائنا على شماعات غيرنا ممن نعرفهم ومن لا نعرفهم أيضا!

فكل منا يبتكر أفضل وأكثر الوسائل إقناعا ليقنع من حوله بأنه لولا الظروف والحكومة وأحوالها لكنا امريكا التانيه فى التقدم الرقى والازدهار وأنه فقط ينقصه الفرصه السانحة ليتحول إلى بيل جيتس!

لا أبرئ الحكومة من الحال الردئ والذى يزداد رداءة بمرور الوقت ولكـن أيـن نـحن؟!

لا أرانا إلا فى جروبات الفيس بوك وتويتات تويتر وتدوينات لا تسمن ولا تغنى من جوع

فكلنا إذا أراد السخط من شئ ما وإعلان ضيقه منه فهو إما مبادر بإنشاء جروب على الفيس بوك لمناهضة الفساد واعلان بغضه لهذا الأمر 
أو متأخرا -يزعم الإيجابية- فاشترك فى جروب سبقه غيره بإنشائه
أو مدونا لتدوينة نارية تحمل من السخط ماتحمله-إذا لم يكن من محبى الفيس بوك-

بعض هذه المجموعات تحول سخط العالم الافتراضى إلى شئ ايجابى ملموس -واحترم هؤلاء بشدة-
والبعض الاخر يكتفى بالسب والبكاء والانين كأى سائق ميكروباص يلعن فى الحكومه لانها لم تصلح الطرق ولا تقدر على تنظيفها من أكوام القمامة رغم أنه حمل بنفسه "كيس الزباله" الذى اعطته زوجته إياه فى الصباح حيث رماه على الأرض بجانب الباسكيت بدلا من أن يرميه بداخله!

هو نفسه الرجل الذى يذم فى سوء أخلاق الناس ورداءة أسلوب تعاملاتهم وعدم الإلتزام هو من يواعد تلك الفتاة المسكينة ليقابلها على الكورنيش ليقضى معها"وقت حلو" معشما إياها بالزواج  لتخرجه من هم "مراته وعياله" وهو نفسه أيضا من يلعن " أبو اللى جابوا" تلك المرأة التى ضيقت عليه طريقه واعتذرت وهو يقود سيارته قائلا"إيه اللى ركب الأشكال اللى زيكوا عربيات" بدلا من أن يثنى عليها حسن أخلاقها.

هو نفس الشاب الذى يلعن"تلاتين أبو حكومتنا وجبروتها" لما فعلوه فى "خالد سعيد" رحمه الله هو نفسه من يطأطئ  رأسه أمام أمين قسم الشرطة إذا ماخالفه فى أمر فى الشارع غير قادر على مواجهته لأنه على الصواب! أو يعطى موظف السجل المدنى "عشره جنيه فى الدرج" عشان يخلصله المصلحة بدلا من الوقوف فى طابور الإنتظار مبرءا نفسه من الذنب بأن الغاية تبرر الوسيلة!

لا أدعى بأنى ملاكا وسط الشياطين وأنى إيجابية طوال الوقت لكنى أؤمن بأن معرفة سبب المرض نصف الطريق لعلاجه 

فأنا التى أسب والعن فى السلبيه كلها"وأولها سلبيتى" لعدم قدرة أى منا على تغيير نفسه أولا والعمل بما ينصح به غيره ويشدد عليه فى ضرورة الإلتزام به فى حين عدم التزامه بأغلبه إن لم يكن كله!

أرى أنه لم ولن نستطيع تغيير شيئا من حولنا إلا إذا استطعنا  تغيير أنفسنا أولا
ففـاقد الشـئ لا يعطيـه
ولم يكن الله مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

..والله المستعان

هناك 5 تعليقات:

sal يقول...

بعيدا عن جدل "البيضة الاول والا الفرخة

عوامل عديدة تسير على التوازى
هى سبب ما نحن فيه ولكنى
ازعم اننا نعيش ومنذ قرون فى مناخات تعشش فيها ثقافة الاستبداد والقطيع والخضوع والموت ، تربية وسياسة ودين
ولا سبيل امامنا الا المساهمة ولو بقدر زهيد وبسيط ومتواضع فى محاولة الانتقال العسيرة الى ثقافة الحياة والحرية واللا اكراه


ان تتابع سلسلة القهر فى المجتمع المتخلف
من البيت الى المدرسة والجامعة الى مكان العمل
تؤدى الى الشلل الذهنى واختلاط المفاهيم
ويتعزز الاعتباط والتصلب والتناقض ويفقد العقل مرونته وقدرته على التمييز بين ما هو مهم وما هو تافه
نحن فى حالة من الانفلات والافلات من سيطرة الوعى والارادة


لن تأمرك نفسك بالاحسان
طالما عشت فاقدا لحريتك

اظن وازعم ان أس البلاء هو الاستبداد السياسى وما يتبعه
من سلوكيات شائنة تنتشر فى المجتمع المقهور
كانتشار النار فى الهشيم

معاك حق
"حتى يغيروا ما بانفسهم"
انا مع الايجابية
كل حسب رؤيته وامكانياته

اللهم ساعدنا لاصلاح حالنا
اللهم آمين

هذه زيارتى الاولى
وستتكرر باذن الله
تحياتى وتقديرى

SHAPE YOUR LIFE (ABOALI) يقول...

عندما كانت الصيحة العالمية بوجود النعجة دولى وحدوث تلك الطفرات الهائلة فى علم الجينات
تخيل البعض ان مشاكل العالم انتهت
اذ اصبح فى الامكان عمل نسخ لعظماء العالم حتى تعيش الشعوب فى نمو وازدهار معتمدة على هولاء العباقرة بغض النظر عن السفاء المخربين

الا ان الجميع لم يفطن ان لهذا الكون ملك وحكيم يضع المقادير ويدير مملكته

ولم ينظر الجميع الى بوتقة النفوس ليحدث الادراك
ان تلك الحياه واختلاف الالوان هى مكملات لبعضها ولابد من وجود كافة اشكال بنى البشر

ومع تعالى الانا والكبير كبير
ظهر ما لم يكن فى الحسبان
ظهر التفكير الانفصالى
الذى يكون صاحبه فى عمله صباحا" التقى الورع صاحب المبادىء والاسس
وفى المساء يكون صبى الملاهى والراقصات

ولم يفطن الجميع ايضا
ان الدنيا دوائر
اهمالك اليوم سينعكس عليك يوما وان لم ينعكس عليك فى ذاتك
سينعكس على اولادك
وغشك اليوم غدا ستجد من سيغشك نفسك


الوهم الكبير من التفكير الانفصالى

اراه من بين طيات سطورك التى اعجبت بها اتم اعجاب
فدائما نقول ان من لم يبحث عن ذاته ويصلحها فلابد يتوه فى الدينا ويشكو ويتذمر

اكيد يا نور لك التحية على تلك الدعوة
التى ساءكون من اوائل الناس المطبقين لها

لك التقدير العميق

غير معرف يقول...

على فكرة انت معاكى حق تماما
احنا للىسف كلنا بقى اخرنا نشارك فى جروب على الفيس و اللى يبعت لأمريكا (قالك يعنى) يشتكلها على حاجة عملتها إسرائيل و من ده كتير بقى

بس أنا رأيى ان كل واحد لازم يبدأ بنفسه..لأن من الآخر كدة ربنا بيخلى الحاكم شبه المحكوم و احنا بقالنا سنين بنتحجج بالظروف و بنقول يعنى هى جت علينا

معندناش ثقافة إننا ناخد المبادرة..أننا نعمر فى البلد دى و نعلم الناس إزاى يعمروا فيها على قدر إستطاعتنا

البلد مليانة بلاوى سببها احنا مش حد تانى

Maha Shahen يقول...

عود احمد متقولليش ليا ولا ليكى مش عايزين احراج فى ناس بتبص علينا مش معقول كدا ابدا الله بقى

اما بعد عيزانا نعمل مظاهرات ماشى يا نور هبلغ عنك هههههه

انا فهمت والله اللي قولتيله وعجبنى جدا التواصل اللي خلقتيه بين الاحداث ان نفس الشخص بيعمل كوارث ومش قادر يعدل من سلوكه الاول
بس والله لو كنتى زى حالاتى وانا برضو مش ملاك بس عندى عشق للالتزام بالقوانين
لو فجاءه شعرتى بغباء ان مفيش شىء بيتغير هتقولى وماله وانا زى غيرى وهرمى وايه يعنى هو انا اللي هعدل الكون صحيح هو تفكير سلبى وجدا ومحبط اصلا انك تشعرى انك اتخليتى عن شىء من مبادئك وبقيتى النقيد لنفسك بس اهو يمكن يتعدل كل دا بمرور الوقت , الله المستعان فعلا

ووحشانى بجد يا رب تكونى بخير
طمنينى عليكى ولو برنه يا بخلو
ولا اللي يلاقى شغل ينسى اصحابه

نـــــور يقول...

sal,
SHAPE YOUR LIFE (ABOALI),
انا ودماغى


تعليقاتكوا طويلة جدا ماشاء الله
مش هقدر اعلق عليها بالتفصيل خصوصا ان كلامى هيبقى اغلبه اتفاق معاكوا مع الشكر ليكوا طبعا:)

الا نور شاهين مضطره اختلف معاكى لان اللى انتى قلتيه هو بالظبط اللى انا ضده..
انك تياسى وتتحولى من حد بيقاوم الغلط لحد بيجرى فى دوامته يعنى كده بقيتى سلبيه ودورك تحول تماما وده اللى بقول انه غلط لانك مش س بتغلطى..انتى بتساعدى اللى حواليكى كمان انهم يتمادوا فى غلطهم ودى المصيبه !!
الله المستعان

نورتونى وشكرا لتعليقاتكوا على اى حال